رسالة من تيار البديل الماركسي – سوريا إلى العمال والفلاحين الفقراء وباقي الفئات المسحوقة في سوريا و المنطقة والعالم

لنبدأ بأمر يجب أن يكون واضح وضوح الشمس. إننا نقف ضد الإسلاميين ليس لأنهم مسلمين كما يحاولون هم الترويج، بل لأنهم جزء من الطبقة الرأسمالية السائدة. يجب ذكر هذه الحقيقة منذ البداية، تفادياً لأي خلط أو تحريف كون أن الملايين من الفقراء المسلمين باختلاف طوائفهم  في سوريا هم أيضاً ضحايا لتضليل هؤلاء الأوغاد الإسلاميين. وعليه من يتفق معنا عليه أن يتفق على هذا الأساس و من يختلف معنا عليه أن يختلف أيضاً على هذا الأساس.

يا فقراء سوريا الذين أنهكتهم الحروب الامبريالية. يا من تدفعون ثمن أزمة تخلقها الرأسماليات المأزومة في المنطقة والعالم.  نتوجه لكم بهذه الرسالة في الوقت الذي تتفاقم فيه الصراعات بين الامبرياليات حول العالم. وبينما يتم ذبح الفقراء في كل أنحاء العالم فإن حفنة من الرأسماليين يملؤون جيوبهم.

 إن ما يحصل في السويداء و غيرها من المناطق الدرزية الآن هو ليس كما يبدو للجميع بأنه هجوم على الدروز فقط. بل هو هجوم على الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء و باقي الفئات المسحوقة. هو هجوم على وحدة هذه الطبقات والفئات لكي تستطيع أقلية من أصحاب الثروة في تركيا وإسرائيل وقطر وباقي بلدان المنطقة والعالم الحفاظ على الحكم. عندما تسيرون في أي شارع في سوريا سوف تجدون الطفل الدرزي ،العلوي ،السني ،الشيعي ،الكردي والمسيحي يشحذ لقمة عيشه أو ثمن أدوية لأهله بينما يظهر الجولاني ووزير خارجيته في طائرات وفنادق وغرف فارهة. لم يقتصر الأمر على الجولاني فقط بل حتى الجهاديين الذين قدموا من كل أصقاع الأرض للتنكيل بفقراء سوريا يأكلون الفريز بالوقت الذي يوجد فيه  90 بالمئة من أطفال الشعب السوري لا يعرفون ما هو الفريز.

إن موقف الشيوعيين الثوريين من ما يحصل لا يمكن أبداً أن يرتكز على الدعاية العاطفية التي يتم استخدامها بشكل حقير لتوفير التبرير لطرف أو لآخر. إن موقفنا يجب أن يرتكز على أسس أخرى مختلفة تماما.

موقفنا بسيط للغاية:

في كل صراع، سنقف دائما إلى جانب الفقراء والمضطهَدين، وليس إلى جانب الأغنياء والأقوياء المضطهِدين. هذا هو الأساس الذي ارتكزنا عليه في دعم الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة التي تمارسها الصهيونية. و على هذا الأساس نقف الآن إلى جانب الفقراء الدروز الذين يتعرضون لهجمات رجعية من قبل نفايات الأزمنة الغابرة لنظام الجولاني الرأسمالي.

 تتعرض الطائفة الدرزية منذ أيام لهجوم من قبل عصابات فاشية وشبه فاشية مرتبطة بشكل وثيق بالدولة السورية ونظام الجولاني. رغم كل محاولات هؤلاء الأوغاد لنفي هذا الارتباط إلا أن الفيديوهات المنتشرة من عناصر الأمن العام تثبت تواطؤ نظام الجولاني مع هذه المحاولات أو الوقوف خلفها مباشرة. الفصائل التي دخلت إلى أشرفية صحنايا هي الجبه الشامية والزنكي و أسود الشرقية وجميعها منضوية تحت راية الدولة السورية.  الإعلام البرجوازي يصور بأن هذه الهجومات هي بسبب انتشار مقطع فيديو يزعم قيام أحد رجال الدين الدروز بشتم النبي محمد وهذا ما تبين لاحقاً أنه فيديو مزور ومازال لتاريخه مجهول المصدر.

 من السذاجة أن نقول بأن ما يحدث الآن هو بسبب فيديو.  ما يحدث هو نتيجة أزمة عميقة تعاني منها أنظمة المنطقة و العالم.

 من أجل الحفاظ على نظام حكم يتحكم فيه أقلية من أصحاب الثروة في تركيا وقطر و إسرائيل.  يجب على هذه الأقلية الغنية تجزئة الأكثرية الفقيرة وجعلها مجموعات من الأقليات الطائفية والدينية والعرقية والجندرية. ما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي من جرائم ومجازر وتجييش طائفي هو كارثي للغاية، لكنه في النهاية ليس خارجاً عن رغبة أنظمة المنطقة والإمبرياليات العالمية.

إن سيطرة هذه الأنظمة الرأسمالية على سوريا يشترط وقبل كل شيء تدمير أي مقاومة ستقوم بها الطبقة العاملة وباقي الفئات و الطبقات المسحوقة.

إن حزب إردوغان الإسلامي المحافظ هو في نهاية المطاف ممثل للرأسمالية التركية التي رأت في السوق العالمي مصدر هام لاستمرارها.  لكن أزمة النظام الرأسمالي العميقة أرخت بظلالها على الاقتصاد التركي وما كان أمام أردوغان والطبقة التي يمثلها سوى تحويل غضب الطبقة العاملة التركية في إتجاه قومي أو ديني من أجل الحصول على هامش أكبر للخروج من أزمتهم السياسية والاقتصادية. و الآن يتجه إردوغان وحزبه بنفس الطريق في سوريا. يجب ضمان تحويل غضب الفقراء في سوريا باتجاهات دينية و قومية و هذا ما تريده الطبقة الرأسمالية الإسرائيلية أيضاً.

يعيش أكثر من 20% من الإسرائيليين في ظل الفقر، أي حوالي 2 مليون شخص، وخُمس الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر بالفعل، حيث يُجبر العديد من كبار السن على الاختيار بين الدواء والغذاء. وهناك 1 من كل 5 إسرائيليين يواجه صعوبات كبيرة في تحمل نفقات المعيشة، أي 26% من السكان، بجانب أن 30% من السكان “يشعرون” أنهم فقراء.

إن هذه الأرقام تتزايد في أوساط فلسطينيي الداخل بالطبع نتيجة التمييز والاضطهاد الممنهج الممارس عليهم. هذا في الوقت الذي فيه 77% من الـ 500 شخص الأغنى في إسرائيل هم من أصحاب المليارات.

 كل هذا و لم نذكر بعد التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن الحرب الدائرة حتى الآن، حيث تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لضربة قوية، خصوصاً في مجالي البناء والزراعة.

إن الأزمة الرأسمالية تضرب إسرائيل بالفعل، وسوف تضربها أكثر في المستقبل القريب، وهذا ما يفسر اندلاع مظاهرات كبيرة في الداخل الإسرائيلي منذ سنوات .

ما يساعد الطبقة السائدة الصهيونية على لجم الصراع الطبقي الداخلي ليس الاستثناء الإسرائيلي ولا الرابطة اليهودية المقدسة وإنما نيران الحرب التي يشعلونها بين الفينة والأخرى ويستفيدون منها، بجانب دعم الإمبريالية الدائم لهم.

إن الطبقة السائدة الإسرائيلية ونتيجة لأزمتها العميقة هي بحاجة حروب مستمرة على حدودها لتضمن عدم انفجار الصراع الطبقي داخلها.

 لذلك فإن التدخل الإسرائيلي سوف يكون ضمن سياق جعل المنطقة بؤرة صراعات أي استغلال الدروز لتخفيف تناقضات الرأسمالية الإسرائيلية. إسرائيل، التي تريد الآن حماية الدروز ، كانت قد قلصت مساحات أراضي القرى التي يسكنها الدروز من 409.225 دونماً في عام 1939 إلى 130.974 دونماً في عام 2006، أي بخسارة قدرها 68%، لتتبقى مساحة تمثل 32% فقط.

الطبقة السائدة الإسرائيلية و بسلوكها هذا تريد حماية نفسها وليس الدروز و هذا يتطلب عزل الدروز عن امتدادهم الجغرافي و الديموغرافي واستخدامهم كوقود للمحافظة على سلطتها الطبقية في إسرائيل.

في الإعلام البرجوازي، الحقيقة هي الضحية الأولى.  المحطات الإعلامية القطرية والتركية و الاسرائيلية  تبث سمومها يومياً للرأي العام. ليس من مهمة وسائل الإعلام هذه تثقيف الطبقات المسحوقة أو نقل الحقيقة، بل تزويرها من أجل تبرير المصالح الخسيسة لطبقاتها السائدة.  

على الرغم من الاجماع الشبه كامل في السويداء على رفض أي حماية إسرائيلية إلا أن الإعلام القطري يصر على عزل الدروز عن باقي فئات الوطن عن طريق الترويج بأن الدروز يريدون الانفصال والتبعية لإسرائيل ليكون بذلك الإعلام القطري والتركي هم أنفسهم من يقدمون الخدمة الأكبر لإسرائيل التي بدأت فعلاً بالترويج بأن وجودها في السويداء أصبح ضرورة.

 إن سياسة نظام الجولاني و داعميه هي من تدعم موقف الأقلية القليلة جداً في السويداء و التي تدعي للحماية الدولية و الإسرائيلية و تجعل لها حاضنة شعبية.

إن الحليف الحقيقي للصهاينة وداعميهم الامبرياليين ليسوا الفقراء الدروز. بل هم الأنظمة في قطر وتركيا و سوريا. هذه حقيقة لا يريد الإعلام الممول قطرياً وتركياً ذكرها. لكن نحن وبصفتنا إعلام ثوري سوف نذكر بعض الحقائق التي تؤكد موقفنا هذا.

 في ابريل / نيسان الماضي انطلقت مناورات “إنيوخوس 2025” في اليونان، واحدة من أكبر المناورات الجوية في أوروبا، بمشاركة 11 دولة من بينها قطر واسرائيل. شارك في هذه المناورات الطيارون القطريون إلى جانب الطيارين الإسرائيليين.

النظام  القطري الذي  يدعي نصرته للقضية الفلسطينية شارك طياروه سماء اليونان وكذلك الأمر موائد الطعام مع الطيارين الإسرائيليين الذين حولوا على مدى عامين حياة أطفال ونساء ورجال غزة إلى جحيم.

هذا وقد تكلمت مصادر إعلامية عن انفتاح قطر على العلاقات مع النظام الصهيوني خوفاً من نقل قواعد عسكرية أمريكية من قطر إلى الامارات التي قامت فعلاً بالتطبيع.

هذه القواعد العسكرية الأمريكية التي تقدم الدعم اللوجستي العسكري والاستخباراتي الأكبر للنظام الإسرائيلي في حرب الإبادة ضد غزة.

جميعنا يعرف أن ربع مساحة قطر هي قواعد أمريكية هدفها الأساسي تجويع شعوب المنطقة قبل دفنها تحت الأنقاض.

من جهته يستمر اردوغان وبكل وقاحة بالحديث عن دعمه للقضية الفلسطينية. إن حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني مستمرة منذ أكثر من 80 عام ومع ذلك فإن العلاقات التجارية التركية الإسرائيلية كانت في أوجها.

 تشكل اتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها بين إسرائيل وتركيا عام  1996 في القدس أساس العلاقات التجارية المزدهرة بين الجانبين.

 بحلول عام 2007، تم توسيع الاتفاقية بشكل أكبر لتشمل كمية كبيرة من المنتجات الزراعية، بما في ذلك البيض ،الخضروات  ،البندورة المجففة ،مركزات القهوة ،العصائر المختلفة ،البيرة وأنواع عديدة من المكسرات. جعلت هذه الاتفاقية إسرائيل تحتل المرتبة 13 على قائمة صادرات تركيا، بحجم تجارة بلغ 5.4 مليار دولار في عام 2023.

كل هذه الأموال كانت تمول حرب الإبادة التي يمارسها النظام الصهيوني بحق الفلسطينيين على مدى عقود ويعري كذب المنافق اردوغان.

مع كل هذا علينا ألا ننسى أن  تركيا وبصفتها عضو في حلف الناتو فهي شريك مباشر للولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية التي تتبنى الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين علنا وبكل وقاحة.

أما في سوريا، من يتعامل مع إسرائيل هو نظام الجولاني بذات نفسه. تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن لقاءات سرية جرت بين مقربين من نظام الجولاني الجهادي و ممثلين عن حكومة المجرم نتنياهو في المناطق التي استولت عليها إسرائيل في سوريا مؤخراً. كانت الغاية من هذه اللقاءات هي نقاش التطبيع بشكل جدي.

شبيحة الجولاني الآن سوف يستنفرون ذبابهم لنفي هذه الأخبار. لذلك سنورد لكم خبر آخر.

 باربرا ليف وهي المساعدة السابقة لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى تحدثت في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية بأن الجولاني تعهد بشكل صريح بأن سوريا لن تهدد إسرائيل و بأنه يريد علاقات جيدة مع الأطراف الإقليمية و من ضمنها إسرائيل عن طريق فتح فصل جديد في ظل رئاسته.

 إن علاقة الحب بين الصهاينة و الجولاني في الوقت الراهن هي علاقة من طرف واحد في ظل رفض إسرائيل التطبيع الذي يسعى له الجولاني.

لكنها في الماضي كانت علاقة حب من طرفين. صحيفة “هآرتس” كشفت بدورها عن التعاون التكتيكي بين جبهة النصرة وإسرائيل حتى عام 2015، عندما كشف ضابط إسرائيلي أن المصابين من جبهة النصرة كانوا يعالجون في المشافي الإسرائيلية، ومع الانتهاء من علاجهم كان يتم إعادتهم إلى الحدود. جبهة النصرة التي غيرت اسمها فيما بعد لهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني.

منذ فترة سلط الاعلام القطري الضوء على زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لسوريا ولقائها وزير الخارجية أسعد الشيباني.

قاموا بالترويج لهذا اللقاء و تم عرضه بطريقة خدمت بالدرجة الأولى نظام الجولاني.

 لم يأتي هذا الإعلام المنافق على ذكر أي من خطابات أنالينا بيربوك حول دعمها لإسرائيل. فقد كانت هذه السياسية هي الأكثر شراسة في الدفاع عن ما يسمى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

 إن كانت قناة الجزيرة تطرح الحقائق وفق المصالح الطبقية للنظامين التركي والقطري فنحن أيضاً سوف ننطلق من مصلحة الطبقات المسحوقة في سوريا والمنطقة وننقل لكم اقتباس من خطاب أنالينا بيربوك في البرلمان الألماني وهنا نقتبس:

الدفاع عن النفس لا يعني مهاجمة الإرهابيين فحسب بل تدميرهم ولهذا السبب فإن الأماكن المدنية مثل المدارس يمكن أيضاً أن تفقد وضعها المحمي. هذا ما تلتزم به ألمانيا و هذا ما يعنيه أمن إسرائيل لنا

لقد دافعت صديقة نظام الجولاني هذه عن حق إسرائيل في قصف المدارس والمشافي وباقي المناطق المدنية. لقد دافعت عن المحرقة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.  لكن بالنسبة للإعلام البرجوازي لم يكن من الضروري الحديث عن ذلك.  دماء الشعب الفلسطيني مهمة فقط عندما تعزز الموقع الطبقي للأنظمة الرأسمالية في قطر و تركيا و سوريا. ليس هناك أمل من هؤلاء الأوغاد و المنافقين

كانت هذه الحقائق غيض من فيض لم يأتي الإعلام البرجوازي التركي والقطري على ذكرها وتظهر وبالدليل القاطع بأن عملاء إسرائيل ليسوا الدروز بل الأنظمة الرأسمالية المأزومة في قطر وتركيا و سوريا.

يا عمال سوريا والمنطقة وفلاحيها الفقراء وباقي الفئات المسحوقة

لا يوجد سلام على أساس رأسمالي. إن أي سلام على هذا الأساس هو هدنة للحرب القادمة. أزمة النظام الرأسمالي اليوم ليست أزمة دورية بل هي أزمة وجودية.

 هذه الأزمة لا تعبر عن نفسها في ركود القوى المنتجة فقط بل أيضاً في أزمة عامة للثقافة  والأخلاق والسياسة والدين. إن نظام الجولاني هو التعبير الأكثر همجية عن الأزمة الرأسمالية. هذه الهمجية التي لن تزول إن لم يتم القضاء على النظام الرأسمالي في سوريا والمنطقة .

 من الممكن أن تهدأ الأمور لكن ليس لوقت طويل. لا يوجد حل مستدام على أساس الانفصال في كيانات معزولة أو طلب الحماية الخارجية أو الاستمرار بالحالة الفصائلية وبقاء حكم الجولاني في دمشق.

 إن نظام الجولاني هو ممثل لرأسماليات وطنية و إقليمية تمر بأسوأ أيامها وبالتالي حكمها سيقوم على الأسس الأكثر همجية و تطرف.

الحرب ليست سوى استمرار للسياسة بوسائل أخرى. هي ليست نتاج تلك الجهة البرجوازية أو تلك أو بسبب تلك الطائفة أو تلك.

الحرب هي نتيجة ضرورية للرأسمالية في عصر انحطاطها الامبريالي.

 لقد أوضح لينين منذ فترة طويلة، أنه لا يوجد شيء اسمه أزمة نهائية للرأسمالية.

 النظام الرأسمالي طالما لم تتم الإطاحة به سوف يتعافى دائماً من أعمق الأزمات و إنما بتكلفة فادحة على البشرية.  

لذلك: من يريد العيش بسلام و انهاء الحرب بين الطوائف و الأمم عليه أن ينظم للحرب بين الطبقات.

إن الطبقة التي ترتكب المجازر اليوم بحق الفلسطينيين  في غزة هي نفسها الطبقة التي ترتكب المجازر بحق الدروز و العلويين في سوريا: إنها الطبقة الرأسمالية.

 و كون أن هذه الحروب رجعية بالكامل لذلك يجب على المجرمين الامبرياليين تعبئة الجماهير على أسس دينية أو طائفية ليستطيع الرأسماليين الاستمرار بها.

نحن لا نريد تحقيق السلام عن طريق إيقاف الحرب الآن. إن موقفنا كشيوعيين ثوريين يختلف عن موقف دعاة السلام البرجوازيين الفارغين.

 الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو تحويل هذه الحرب من حرب رجعية إلى حرب تقدمية. أي من حرب بين الطوائف إلى حرب بين الطبقات

 الفقراء الدروز ،العلويون ،الكرد ،السنة  ،الشيعة  ،المسيحيون واليهود لا يريدون الحرب. من يريدها هم الرأسماليين القذرين.

ممارسات نظام الجولاني هي المسؤول الأول والأخير عما يحصل في سوريا الآن.

في ظل السيطرة السياسية للرأسمالية التركية على القرار السياسي في سوريا وقع منذ أيام نظام الجولاني عقد لاستجرار الكهرباء من تركيا. بدلاً من العمل على استعادة حصة سوريا من المياه و التي يقطعها النظام التركي متعمداً و تعتبر كمية كافية لتوليد الكهرباء لسوريا و المنطقة حتى.

 يجب على العمال والفلاحين السوريين الآن دفع تكاليف هذه الكهرباء التي سوف تعظّم أرباح الشركات التركية.

 لو كان العمال في سوريا و تركيا هم في السلطة السياسية والاقتصادية لم تكن لمثل هكذا أمور أن تحصل.

 كانت هذه صفقة واحدة فقط من مئات الصفقات التي باع فيها نظام الجولاني المقدرات في سوريا لرأسماليات المنطقة من أجل تخفيف حدة أزماتها بالوقت الذي يتم فيه رمي آلاف العمال في الشوارع وفصلهم من عملهم.

تم صياغة مشروع دستور ينطلق ليس فقط من الشريعة الإسلامية بل من الفقه الإسلامي أي من أكثر مصادر التشريع تطرفاً والتي يضم بعضها فتاوى علنية لإبادة الأقليات .

بعد أسبوعين فقط من ارتكابهم لأبشع الفضائع بالفقراء العلويين صرح الجولاني بأنه عازم على تجنيس الجهاديين الذي قمعوا أهلنا في إدلب وريف حلب أيضاً على مدى أعوام.

 تم تعيين الجولاني القائد العام في الجيش ليسير على خطى سلفه بشار الأسد ، ضَمِن الدستور أن البرلمان غير قادر على عزل الرئيس.

بسبب كل هذه التجاوزات يشعر الفقراء السوريون بكل طوائفهم و انتمائاتهم الدينية و القومية بأنهم لا يملكون شيء عليهم  الدفاع عنه لذلك يصر الجولاني على الاحتفاظ بالجهاديين و عدم سحب سلاحهم كونهم ضمانته وضمانة مشغليه الوحيدة في إبقاء السيطرة على سوريا. 

المقاومة الجماهيرية في السويداء أظهرت بشكل واضح حدود هذا النظام وعجزه.

نظام الجولاني في النهاية هو نظام رأسمالي طبقي مأزوم يعاني من تناقضات داخلية كبيرة. لذلك  يجب عليهم ممارسة مثل هكذا انتهاكات و من جهة أخرى ليسوا قادرين على ضبطها. في عهد الهارب بشار الأسد، حصلت أجزاء من أدوات القمع الطبقي أي أجهزة الأمن والجيش على هامش من الاستقلالية، على شكل تنازل لا بد منه من أجل ضمان استمرار القمع والبقاء في السلطة، لدرجة أن هؤلاء حاولوا التمرد أكثر من مرة على نظام الأسد نفسه عندما تعارضت المصالح. هذا ما يتكرر الآن من تناقضات مع نظام الجولاني، الذي يغض النظر عن سلوكيات الهمج الذين وصلوا معه إلى السلطة من أجل الحفاظ على نظامه البونابرتي.

ربما سوف يتوقف التصعيد لكن هذا لن يدون طويلاً وسوف تتجدد أعمال العنف مجدداً طالما أن التناقضات مازالت قائمة. إن تحويل الحرب من حرب طائفية إلى حرب طبقية يتطلب إعادة تنظيم النضال بأكمله طبقياً وعليه نحن في تيار البديل الماركسي – سوريا   :

☭ نؤكد على أن الأقلية الوحيدة في سوريا هي الأقلية الرأسمالية و ندعو كل الفقراء في سوريا للتوحد ضد هذا النظام الرأسمالي الهمجي و داعميه و توسيع النضال في كل أنحاء سوريا عن طريق تنظيم إضرابات عامة.

☭ ندعم مطالب الجماهير بكل طوائفها في السويداء و التي أكدت رفضها تسليم سلاحها للدولة السورية وندعو إلى تنظيم هذا السلاح ضمن لجان وميليشيات عمالية وتحت رقابتها لتوجيه هذا السلاح إلى العدو الطبقي الحقيقي أي ضد الأنظمة الرأسمالية في سوريا وإسرائيل وتركيا.

☭ إن النضال القائم على أساس نظام الميليشيات المعزولة عن الجماهير لا يمكن أن يأتي بنتيجة. نحن ندعوكم إلى تفعيل نضالات الشعب المسلح المنظم ضمن مجالس محلية وعمالية متبنية لخطاب طبقي و ليس طائفي من أجل توسيع حدود هذا النضال إلى كل أنحاء الجغرافية السورية.

☭ لا بديل عن استيلاء الطبقة العاملة وباقي الفئات الثورية على مفاتيح الاقتصاد و تأميم الشركات بدلاً من خصخصة القطاع العام.

☭ ندعو الطبقات العاملة في تركيا و باقي بلدان المنطقة والعالم للوقوف موقف واحد لدعم نضالات الشعب السوري ضد نظام الجولاني الهمجي و نؤكد أن الحدود تراب ونضالنا واحد ضد عدونا المشترك ألا وهو النظام الرأسمالي.

☭ ندعو أنصار التحرر الفلسطيني إلى نبذ الشائعات التي يبثها الإعلام القطري و التركي و الإسرائيلي بأن الدروز في السويداء يريدون حماية دولية ونؤكد أن الحليف الحقيقي للشعب الفلسطيني هم عمال وفلاحي المنطقة بكل طوائفهم وقومياتهم و ليس الأوغاد الرأسماليين في تركيا وقطر الذين يستغلون دماء الشعب الفلسطيني لتثبيت حكمهم و تعظيم ثرواتهم.  

☭ ندعوكم للتنظم في تيار البديل الماركسي – سوريا. نحن موجودون ليس فقط في كامل الجغرافيا السورية بل أيضاً في أكثر من 50  بلد في المنطقة وحول العالم بصفتنا جزء من الأممية الشيوعية الثورية التي تضم الآلاف من المناضلات و المناضلين.

عندما ينام رفاقنا في كندا و الولايات المتحدة الأمريكية نستيقظ نحن هنا من أجل النضال رافعين نفس الشعارات و متبعين نفس أساليب النضال ومن أجل نفس الهدف ألا و هو اسقاط النظام الرأسمالي الاجرامي وبناء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية.

تعرفوا على الماركسية من الماركسيين أنفسهم.

عاشت نضالات الطبقة العاملة وباقي الفئات المسحوقة

الحرية للشعب السوري

الحرية للشعب الفلسطيني

انتفاضة حتى النصر من السويداء إلى غزة من أجل فيدرالية اشتراكية شرق أوسطية