لا تكمن مهمتنا الاستراتيجية بإصلاح النظام الطبقي في سوريا بل بالإجهاز عليه. إن هدفنا السياسي هو استيلاء العمال والفلاحين الفقراء على السلطة لمصادرة أملاك البرجوازيين. لكن هذه هي مهامنا الاستراتيجية التي تتطلب الانتباه الى الكثير من التكتيكات مهما كانت صغيرة وجزئية ووضع هذه التكتيكات بخدمة الاستراتيجية وليس التخلي عن الاستراتيجية من أجل تحقيق مكاسب قصيرة الأجل و آنية وعليه نقدم هنا برنامجنا الانتقالي للوضع الحالي في سوريا.

☭ المطالب الانتقالية المتعلقة بالطبقة العاملة

نحن نناضل من أجل:

  1. القضاء على البطالة عن طريق توزيع ساعات العمل المتوفر على جميع العمال الموجودين الأمر الذي سوف يخفف من عدد ساعات العمل، على أن لا يتم تخفيض الأجر عما كان عليه قبل تخفيض ساعات العمل.  
  2. حماية الطبقة العاملة من إجراءات الطرد التي تمارس بحقهم من قبل قوات أجنبية إمبريالية و إعادة المطرودين لوظائفهم مع دفع تعويضات عادلة لهم.
  3. رفع الأجور وجعل الحد الأدنى الصافي بما يعادل 200 دولار شهرياً.
  4. دفع مصاريف المواصلات ووجبة طعام يومية ذات جودة مناسبة.
  5. الحفاظ على بيئة عمل مناسبة و آمنة.
  6. منح العاملات إجازة أمومة مدفوعة الراتب  لمدة 3 أشهر قبل الولادة و عام كامل بعد الولادة مضافاً لذلك علاوة لمقابلة نفقات المولود الجديد بما لا يقل عن 20 بالمئة من صافي الراتب.
  7. شمل عائلات الطبقة العاملة بالتأمين الصحي الشامل على أن يضمن هذا التأمين دفع 100 % من نفقات العلاج.
  8. الالتزام بدفع الرواتب لمدة لا تقل عن خمس سنوات في حال تعرض أي عامل/ة لحادث أدى إلى عجز كلي أو جزئي أثناء ساعات العمل الرسمي.

☭ المطالب الانتقالية المتعلقة بطبقة الفلاحين

نحن نناضل من أجل:

  1. الأرض لمن يزرعها، وبالتالي توزيع الأراضي الغير مستغلة على الفلاحين الراغبين بزراعتها.
  2. الأسمدة والكهرباء و الماء هي من أساسيات أي عمل زراعي وبالتالي يجب أن تكون متوفرة بأسعار مناسبة وفي متناول أي فلاح الأمر الذي يتطلب وبسرعة تأهيل البنية التحتية الزراعية و الآبار الخارجة عن الخدمة.
  3. بسبب تكرر حرائق المزروعات وبشكل سنوي ومن هذه الحرائق ما هو مفتعل فعلاً يجب تعويض الفلاحيين بمبالغ تغطي تكاليف الزراعة بالإضافة إلى الأرباح التي كان من المفترض أن يجنوها.
  4. اتخاذ إجراءات جذرية ضد عمليات التحطيب التي تمارسها العصابات برعاية أمنية.
  5. شراء المحاصيل من الفلاحين بأسعار تتناسب مع التكاليف و أرباح كافية تؤمن للفلاح عائد يعادل ال200 دولار شهرياً كحد أدنى بالإضافة إلى التكاليف اللازمة لزراعة المحصول القادم.
  6. تأمين الأعلاف للحيوانات بأسعار رمزية.
  7. توفير القروض للفلاحين الفقراء بفوائد منخفضة مع فترة سماح للسداد ترتبط بنوع المحصول الذي يزرعه بحيث تكون أقساط السداد مريحة ومتناسبة مع إمكانية جدولة أو شطب الديون في حال تعرض المحصول لكوارث خارجة عن السيطرة سواء كانت بفعل الطبيعة أو بفعل بشري.

☭ المطالب الانتقالية المتعلقة بفئة الطلاب

نحن نناضل من أجل:

1-تطهير البرامج الدراسية من جميع المضامين الإيديولوجية البعثية و الرجعية، العنصرية، اللاعلمية والمعادية للتقدم.

2-نظام تعليمي علمي، علماني، عمومي، مجاني، وذو جودة

3-تأميم الجامعات الخاصة و تحويلها إلى جامعات عمومية.

4-ضرورة اعتماد مدراس تُدرِس المنهاج باللغة الكردية في المدن ذات الأغلبية الكردية و إضافة اللغات المحكية في سوريا مهما كان عدد الناطقين بها كلغات اختيارية إلى المناهج.  

5-توفير كتب ذات جودة ممتازة لطلاب المدارس مع كافة القرطاسية اللازمة وبشكل مجاني.

6-توفير الحد الأدنى من الأجور لطلاب المدارس الثانوية عن ساعات العمل في الورشات والتي يتضمنها الجانب العملي من برنامجهم الدراسي

7-توفير منح دراسية لطلاب الجامعات لتغطية مصاريف المحاضرات للكليات ذات الطابع النظري و المحاضرات و المواد اللازمة للكليات ذات الطابع العملي.

8-توفير شبكة مواصلات مجانية خاصة بطلاب الجامعات الذين عليهم السفر بين المحافظات عن طريق رحلات يتم تسييرها بين جميع المحافظات و المحافظات التي تحتوي على الجامعات.

9-توفير التدفئة لطلاب المدارس و الجامعات و كذلك الأمر بنية تحتية تعليمية مناسبة و توفير إمكانية بأن يحصل كل طالب جامعي على لابتوب ذو مواصفات مناسبة.

10-إعادة تأهيل السكن الجامعي وتزويده بأماكن دراسة كافية ذات نوعية جيدة و انترنت دائم بالإضافة إلى مطابخ تقدم وجبات غداء يومية ذات جودة ممتازة وبأسعار رمزية 

11- توفير الولوج المجاني للقطاع الصحي لكافة طلاب المدارس والجامعات وتوفير متخصصين بالطب النفسي ومؤهلين على قدر كافي في كافة المراحل التعليمية لمحاولة احتواء الندب النفسية التي خلفتها الحرب الأهلية وخصوصاً لدى الأطفال.

☭ المطالب الانتقالية المتعلقة بقضايا النساء

  1. نحن نناضل من أجل المساواة التامة بين الرجل و المرأة في جميع الميادين والقضاء على جميع أشكال التمييز.
  2. إلغاء كافة القوانين التي تتيح استمرار ما يسمى “جرائم الشرف” و إنزال أشد العقوبات بأي جريمة قتل يرتكبها الرجال بحق النساء.
  3. تحويل الأعمال المنزلية إلى عمل عمومي عبر تطبيق مخطط واسع لتوفير حضانات ورياض أطفال مجانية ومطاعم ومحلات غسيل الثياب عمومية وذات جودة عالية وبأثمان في متناول العمال والكادحين، في جميع المناطق.
  4. إلغاء مفهوم الأبناء “الغير الشرعيين” و تجريم التمييز ضد الأمهات العازبات.
  5. منح الأمهات حق نسب الأطفال لهن.
  6. اصدار قانون يضمن إلغاء تعدد الزوجات.
  7. تطهير البرامج الدراسية والمواد الإعلامية من جميع المضامين التمييزية والعنصرية ضد النساء.
  8. سن قوانين تضمن وبشكل واضح حق النساء في الميراث و تجريم أي محاولة توجه لغير ذلك.
  9. الحق في الإجهاض في مستشفيات مجانية وفي شروط صحية عالية.
  10. تقديم كافة المستلزمات الصحية النسائية بشكل مجاني.

☭ المطالب الانتقالية المتعلقة بقضايا التحرر القومي و الوطني

  1. خروج كافة الجيوش والميليشيات الأجنبية من سوريا ومن ضمنها الجيشين الروسي و الإيراني.
  2. الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي و الاعتراف رسمياً باللغات القومية الأخرى كلغات رسمية إلى جانب اللغة العربية.

☭ طريقنا لتنفيذ برنامجنا

البرجوازيون و أصحاب المليارات و أبواقهم في الاعلام و الجامعات من الليبراليين لن يدخروا الفرصة ليبرهنوا ” استحالة” تحقيق هذه المطالب. سوف يتذرعون بالعقوبات وبعدم تواجد الأموال ولكن نحن نعرف تماماً أن هناك برجوازيين ظهروا في الأزمة مستفيدين من العقوبات. هناك من اغتنى من النهب والسرقة و الإتاوات على حواجز التفتيش.

     هؤلاء يجلسون الآن إلى جانب البرجوازيين الذين نهبوا البلد لعقود. لذلك فالأمر بالنسبة لنا وبعد ما آلت إليه الأمور في سوريا لم يعد فقط تصادم ” عادي” ما بين مصالح مادية متعارضة لطبقتين متناقضتين و إنما هي مسألة حياة أو موت الطبقات التقدمية ألا وهي طبقات العمال و الفلاحين.

الرأسمالية العالمية وصلت إلى طريق مسدود و تعفنت منذ زمن ولكنها مازالت تقاوم وفي طريقها هذا هي تجر الكوكب بأكمله للفناء. فقط انظروا حولكم لتعرفوا أن الكوكب مشتعل بأكمله من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب و من أقصى الشمال لأقصى الجنوب. فما يحصل في كابول وبغداد ودمشق و إدلب وكييف و غزة وغيرها سببه واحد ألا وهو النظام الرأسمالي فإذا كانت الرأسمالية عاجزة عن  تنفيذ المطالب المنبثقة من شرورها ،إذاً لا يوجد أمامنا سوى طريق واحد ألا وهو تصفية العبودية الرأسمالية.

     البرجوازيون يقولون لا يوجد أموال لتحقيق هذه المطالب ونحن نقول بل يوجد أموال ولكنها محتكرة   من قبلكم. وعليه فإن تمويل مطالبنا الانتقالية يتطلب بالدرجة الأولى مصادرة كل أملاك البرجوازيين و الملاك العقاريين عن طريق حركة جماهرية واسعة يقودها حزب ثوري و لتحقيق ذلك نحن بحاجة ما يلي:

  1. تحرير النقابات من السطوة الأمنية ومن البيروقراطية النقابية و العمل من أجل ممارسة نقابية فعّالة كون هذه الممارسة تبين للعمال والفلاحين القوة التي يمتلكونها في أيديهم.

2. إن تنفيذ مطالبنا الانتقالية لا يمكن أن يتم إلا إذا توفر لجان عمالية وفلاحية وطلبية ومصرفية تعمل على التنسيق فيما بينها في كل مرحلة من المراحل الانتقالية القادمة وعليه لا بد من العمل على:

  • تشكيل اللجان العمالية المنتخبة ديمقراطياً التي سوف يقع على عاتقها نبذ الروتين المتفشي بين عمال المصانع والعمل على تنظيم وسائل كفاحية جذرية مثل احتلال المصانع  وشركات الاتصالات ومصادرتها و وضعها تحت رقابتهم المباشرة ليصبحوا مراكز للنضال الجماهيري ضد النظام الطبقي بأكمله بالإضافة إلى مصادرة مئات الشقق التي يمتلكها الملاك العقاريين و توزيعها على الجماهير الكادحة والمستَغَلة لحل مشكلة السكن و الإيجارات المرتفعة بالإضافة إلى ملاحقة ملف المعتقلين السياسيين و تبيان مصير المغيبين وملاحقة المجرمين قانونياً.
  • تشكيل اللجان المصرفية المنتخبة ديمقراطياً  التي سوف تشرف لاحقاً على مصادرة المصارف الخاصة و إعادة مصارف الدولة للرقابة العمالية كون أن الجهاز المصرفي وجهاز التسليف هو من يؤمن الوسيلة الاحتكارية للطبقة البرجوازية و هو من ينظم أيضاً غلاء المعيشة و الأزمات و البطالة. إن اتخاذ هذا الإجراء سوف يؤدي إلى وضع الوسائل الفعلية و الضرورية والغير وهمية بيد اللجان العمالية و الفلاحية  وبالتالي ضمان فعالية أكبر للتخطيط الاقتصادي. إن مصادرة المصارف لا يعني مصادرة الودائع المصرفية الصغيرة و إنما على العكس، فإن الرقابة العمالية على جهاز التسليف سوف يخلق للمودعين الصغار شروط أفضل بالإضافة إلى أنه عن طريق الرقابة الديمقراطية العمالية على المصارف سوف يصبح بالإمكان توفير شروط تسليف مميزة ورخيصة للعمال والمزارعين والحرفيين وصغار التجار.
  • تشكيل اللجان الفلاحية المنتخبة ديمقراطياً التي سوف تسن آليات توزيع الأراضي الغير مستغلة على الفلاحين الراغبين باستثمارها بالإضافة إلى العمل بالشراكة مع اللجان العمالية و تحت قيادتها من أجل إدخال الصراع الطبقي إلى القرى ووضع الفلاحيين في مواجهة مباشرة أمام عدوهم الطبقي الحقيقي ألا وهو النظام الطبقي. يقع على عاتق هذه اللجان أن يتدخلوا تدخلاً نشطاً في سياسة الأسعار و التخطيط الاقتصادي إلى جانب العمال. الفلاح وبصفته منتجاً صغيراً فهو يحتاج إلى تسليف بفائدة منخفضة و أسعار في متناوله للآلات الزراعية والأسمدة و شروط نقل ملائمة و تنظيم نزيه لتصريف المنتجات وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال التحالف مع الأخوة و الأخوات الطبقيين في اللجان العمالية والمشاركة بالنضال ضد الطبقة البرجوازية.
  • تشكيل اللجان الطلابية المنتخبة ديمقراطياً و المؤلفة من الطالبات والطلاب الثوريين و الأساتذة و الدكاترة التقدميين الذين سوف يشرفون على تأميم الجامعات الخاصة لتحقيق المطالب الانتقالية.
  • تشكيل اللجان الصحية المنتخبة ديمقراطياً والتي سوف تعمل على تأميم القطاع الصحي الخاص و إعادة مستشفيات الدولة إلى الرقابة العمالية و بالتالي التنسيق مع باقي اللجان من أجل رفع ميزانية الصحة و ضمان الحق في العلاج المجاني ذو الجودة لكل العاملين الفعليين والعاطلين بدون قيد أو شرط و تحسين شروط عيش وعمل العمال والممرضين والأطباء والرفع من عددهم و تشجيع البحث العلمي في مجال الطب.

3. إن تشكيل النقابات و اللجان بصفتها أدوات نضال للطبقة العاملة هو مفتاح أساسي و لكنه غير كافي. نحن لا نسعى فقط لتغيير السلطة و إنما للإجهاز على النظام الطبقي بأكمله وهذا لا يعني بأننا سوف نزيح أبناء محمد مخلوف لنأتي بأبناء مصطفى طلاس مكانهم أو نزيح برجوازية السلطة لنأتي ببرجوازية المعارضة مكانها.  كما ذكرنا لتحقيق هذه المطالب علينا تمويلها و تمويلها لا يمكن أن يتم إلا بمصادرة أملاك البرجوازيين و أعادتها للشعب الكادح وليس اللهث وراء المجتمع الدولي لاستجداء أموال إعادة الاعمار التي لن تأتي و ان أتت سوف يتم نهبها وأفغانستان و العراق أمثلة واضحة أمامنا. وعليه لا بديل عن العمل على بناء حزب ثوري يكون هو الآلة البخارية التي سوف تكثف كل نشاطات اللجان والنقابات و الحركة الجماهيرية وتحولها إلى طاقة حركية تدفع بالصراع الطبقي نحو الأمام للوصول إلى الفدرالية الاشتراكية الشرق أوسطية الخالية من أي نهب امبريالي و رأسمالي للثروات الطبيعية التي يجب أن تكون تحت الرقابة العمالية وليس البيروقراطية كما حصل في الاتحاد السوفياتي الستاليني ومعسكره ليتم توزيعها على الطبقات الكادحة بالتساوي.

بالنسبة لنا فإن المشكلة هي الرأسمالية و الهدف النهائي هو الإطاحة بها وهذا لن يتم إلا عن طريق الحراك الجماهيري و ضمنه اللجان العمالية و الفلاحية و المصرفية والطلبية تحت قيادة الحزب الثوري الأممي كون أن الحل هو أممي حصراً لأن الرأسمالية نظام عالمي أساساً ولا يمكن مواجهتها إلا عالمياً. وعليه، نحن ندعو كل من يتفق معنا للانضمام إلينا من أجل أن نخوض نضالاً مشتركاً من أجل الإطاحة بالأنظمة الطبقية في الشرق الأوسط و المنطقة وداعميهم الرأسماليين.

فلتسقط الدكتاتورية الرأسمالية.

الحرية لجميع المعتقلين السياسيين.

حرية التعبير، التنظيم، التظاهر والإضراب.

تشكيل جمعية تأسيسية ثورية منتخبة من طرف مجالس العمال والفلاحين والطلاب والفقراء، في المدن والأحياء والمصانع ومؤسسات التعليم والقرى.من أجل حكومة العمال والفلاحين