الثورة الدائمة

مستمعاتنا ومستمعينا في راديو البديل الماركسي، يصادف اليوم ذكرى اغتيال المناضل الثوري ليون تروتسكي على يد أحد عملاء ستالين في المكسيك. بالنسبة لنا، الماركسيين، لا تمثل ذكرى تروتسكي مجرد بقايا جسد في المكسيك أو نصبًا حجريًا صامتًا. إنما نرى في هذه الذكرى إرثاً نظرياً ثورياً ينبغي علينا نقله وتعليمه لكل ثائر وثائرة في مدرسة الثورة والنضال. ومن بين أهم المفاهيم الثورية التي تركها لنا تروتسكي هو مفهوم “الثورة الدائمة”.

تؤكد نظرية الثورة الدائمة أنه في البلدان ذات التطور البرجوازي المتأخر، وخاصة المستعمَرة وشبه المستعمَرة منها، لا يمكن تحقيق مهام الديمقراطية والتحرر الوطني بشكل كامل إلا من خلال ديكتاتورية البروليتاريا، أي الديمقراطية العمالية. وتؤكد النظرية أن وصول العمال والفلاحين الفقراء إلى السلطة ليس نهاية الثورة، بل هو بدايتها الحقيقية. إن عملية البناء الاشتراكي لا يمكن أن تتحقق إلا على أساس الصراع الطبقي على المستويين الوطني والعالمي، وليس على أساس “الاشتراكية في بلد واحد”، كما حاول ستالين ومعسكره البيروقراطي البائد إقناع البلدان الشرقية بذلك. هذا التكتيك أدى إلى إذابة العمال سياسيًا في نسيج البرجوازية الصغيرة، مما خلق الظروف التي ساعدت البرجوازية الوطنية، المرتبطة عضوياً بالإمبريالية العالمية، على السيطرة.

للمزيد من التعمق في هذا المفهوم وما يعنيه، نترككم الآن مع الرفيق نور الدين من اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية الثورية. نتمنى لكم استماعاً ممتعاً ومفيداً.